إلى أعضاء حزبنا المصري الديمقراطي الاجتماعي

قام حزبنا لكي يكون أحد أسلحة كثير من المصريين الذي يحلمون بدولة مدنية وعدالة اجتماعية. هذه الكتلة من المصريين على الرغم من أنها تتبني نفس الحلم إلا أن تختلف في الطرق والوسائل لتحقيقه. فمنا من يميل إلى العمل الهادئ المنتظم طويل الأجل ومنا من يميل إلى العمل الثوري الصدامي لتحقيق نتائج سريعة وعميقة، ومنا من هو بين هذا وذاك. لو نجح الحزب في صهر هذه الأنواع المختلفة من البشر في اتجاه هدف واحد سيكون أكبر وأهم حزب في مصر.

هذا التنوع في عضوية الحزب وفي ميوله هو مصدر ثراء وهو يتماشي تماماً مع طبيعة المرحلة، مرحلة يتزاوج فيها العمل الثوري والاحتجاجي مع العمل التنظيمي الانتخابي ولا يكفي أحدهما وحده لتحقيق أهداف الشعب في الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية. نحن نحتاج إلى الضغط من خارج جهاز الدولة ومن خارج النظام لكي تستجيب القوى السائدة لمطالبنا، ونحن نحتاج أيضاً وفي نفس الوقت إلى تصعيد كوادر كفئة ومحترمة في جهاز الدولة من خلال الانتخابات، كما نحتاج إلى الانتخابات لكي تنزل كوادرنا إلى الشارع وإلى التجمعات الشعبية لكي تتواصل مع الناس وتكتسب مهارة التكلم بلغتهم.

ما حدث في الأسبوع الماضي من انفجار لاحتجاجات ضد المجلس العسكري في نفس الوقت الذي تسير فيه العملية الانتخابية يلخص ما سيكون عليه الصراع السياسي في مصر خلال السنوات المقبلة.. مزيج من عمل احتجاجي في الشارع وعمل انتخابي وتنظيمي طويل الأجل.

لقد شارك حزبنا في اعتصام التحرير من خلال وسائل عديدة. منا من شارك بقوة في فعاليات التحرير، ومنا من ذهب هناك للتضامن، ومنا من دافع عن الاعتصام في وسائل الإعلام، الخ الخ. بعبارة أخرى، الحزب وقف إلى جانب التحرير بأشكال متعددة إلى حد التوقف عن الحملات الدعائية في الإعلام وسحب جزء كبير من جهوده الانتخابية هو ما يعني تضحيات انتخابية. نحن جزء من التحرير ولابد أن نستمر فيه. لكننا في نفس الوقت يجب أن نحشد كل قوى الحزب في اليومين القادمين للمنافسة بقوة في الانتخابات. لا يمكننا تسريح كوادرنا التي اجتهدت طوال الشهور الماضية في بناء مواقع محلية وفي التواصل مع الناس. لا يمكننا أن نخذل الجمهور الذي وصلنا إليه والذي يراهن علينا والذي قرر أن ينزل ليعطينا صوته. ليس بإمكاننا أن نطلب منه أن يجلس في البيت يوم الانتخابات.

فلننافس بقوة. ولو تبين أن هناك أعمال عنف شديدة أو أن هناك تزوير فاضح. هنا يكون الانسحاب منطقياً، وحينها فقط يكون توجيه طاقتنا كلها إلى التحرير منطقياً. لكن قبل ذلك يجب نعمل على خطين متوازيين.. الانتخابات والتحرير.

التحرير والانتخابات معركة واحدة.

هذا هو شعار المرحلة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *